في هذا البودكاست، نغوص في تفاصيل الحرب النفسية والإعلامية التي شنّتها إسرائيل على لبنان، حيث تحوّل الإعلام، وخصوصًا السوشال ميديا، إلى ساحة معركة مستخدمًا أساليب التهويل والتلاعب العاطفي المدروسة

:ضيف الحلقة
يرافقنا المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الأستاذ هاني فحص، يرافقنا في هذه الحلقة ليكشف خفايا هذه التكتيكات، ويحلّل أهدافها وآثارها بعيدة المدى على الرأي العام اللبناني

 استمع الآن،وفكّر معنا

هل الحرب على العقول أخطر من الحرب على الأرض؟

التحليليظهرأنالرقابةلاتتحكمفقطفي "مايُقال"،بلكيفيُقال. فهيتُعنىباختيارالمصطلحاتوصياغةالرواياتبمايخدمالأهدافالاستراتيجية.

 التلاعببالمصطلحاتوتأثيرهعلىالوعي

تلعباللغةدورًاأساسيًافيالحربالنفسية. فبدلًامناستخدامعباراتواضحةمثل "خسارةكبيرة"،تُستبدلبمصطلحاتمموّهةمثل "حدثأمنيصعب"،لتخفيفالأثرالنفسي.خلالالحربعلىغزة،استُخدمتتعبيراتمثل "تحدٍّأمنيمعقّد" لتفاديالحديثعنالفشل. كمايُروَّجلمصطلحاتمثل "عمليةجراحيةدقيقة" للإيحاءبالسيطرةالدقيقة،رغمالواقعالتدميريللغارات.

   الرقابة العسكرية تُستخدم كأداة استراتيجية في الحرب على الوعي. فمن خلال ضبط تدفق المعلومات، يتم تشكيل واقع نفسي واجتماعي يخدم أهدافًا بعيدة المدى. وبينما يشكّل هذا تحديًا لحرية الإعلام، فإنه يكشف بوضوح عن طبيعة الصراع القائم:
معركة على الإدراك، قبل أن تكون على الأرض.

التدرّج في كشف المعلومات وتأثيره النفسي

تلجأ الرقابة العسكرية إلى تقديم الأخبار بشكل تدريجي، بحيث يتم التخفيف من وقع الخسائر عبر مراحل. فبدلاً من الإعلان الفوري عن عدد الإصابات أو الخسائر، يتم الكشف عنها بطريقة متدرجة ومحددة التوقيت، مما يقلل من تأثير الصدمة الأولية ويتيح المجال لإعادة توجيه الخطاب الإعلامي وفقاً للأجندة السياسية. هذه المنهجية تم استخدامها في الحرب الأخيرة على لبنان، حيث تم التدرج في الإعلان عن خسائر القوات، مع التركيز على تصريحات الجيش الإسرائيلي التي تحاول وضع هذه الأحداث ضمن سياق مدروس بدلاً من الاعتراف المباشر بفشل عملياتي.

التحكم في تغطية الأحداث العسكرية

إلى جانب التحكم في المصطلحات، تسعى الرقابة العسكرية إلى فرض إطار تحليلي محدد على التقارير الإخبارية، بحيث يتم توجيه الجمهور نحو تفسير معيّن للأحداث. فعلى سبيل المثال، في العمليات العسكرية التي تشهد خسائر فادحة، يتم التركيز على المصطلحات التي تعزز الشعور بالقوة والتفوق العسكري، مثل "التصعيد المدروس" أو "السيطرة الاستراتيجية". هذا النهج يهدف إلى خلق انطباع بأن الأحداث تسير وفق مخطط دقيق، وليس نتيجة فشل أو سوء تقدير من القيادة العسكرية.

الحرب النفسية عبر وسائل الإعلام

تتجاوز الرقابة العسكرية مجرد التحكم في تدفق المعلومات، حيث يتم استخدامها بشكل فعّال في بناء صورة نفسية معينة لدى الجمهور. يتم إظهار الخسائر بطريقة تخدم الرواية الرسمية، حيث يتم وضع صور الانتكاسات في سياق معين يقلل من أثرها النفسي. في حالات الفشل العسكري، يتم تجنّب إبراز صور الدمار بشكل واسع، بينما يتم التركيز على المشاهد التي تعزز صورة القوة والتماسك الداخلي. كذلك، يتم توظيف الصحف الإسرائيلية لنقل خطاب يرسّخ مفاهيم مثل "الصمود الاستراتيجي"، وهو مفهوم يُستخدم لتبرير استمرار العمليات رغم تكبد خسائر جسيمة.

  باختصار، الرقابة العسكرية في الكيان الإسرائيلي ليست مجرد أداة للتحكم في المعلومات، بل هي عنصر أساسي في الحرب النفسية، حيث يتم توظيفها لتشكيل الإدراك الجماهيري والتحكم في الاستجابات العاطفية. هذه المنهجية تجعل الإعلام الإسرائيلي أداة من أدوات الصراع، حيث يتم من خلالها تعزيز الرؤية الاستراتيجية للحرب عبر التلاعب بالمصطلحات، وإدارة طريقة نقل الأخبار، وتوجيه الرأي العام داخلياً وخارجياً.

في العصر الحديث، لم تعد الحروب تُخاض فقط في ساحات القتال، بل امتدت إلى فضاء الإعلام، حيث أصبح التحكم في السرديات أحد أهم أدوات المواجهة. فالرقابة العسكرية، كما ناقشنا سابقًا، لا تقتصر على ضبط تسريب المعلومات، بل تلعب دورًا محوريًا في تشكيل الرواية الرسمية للحروب والتأثير في الإدراك الجماهيري. هذه السيطرة الإعلامية لا تهدف فقط إلى حماية الأمن القومي، بل تُستخدم أيضاً كأداة للحرب النفسية، تُعيد تعريف الأحداث وتوجيه تفسيرها لدى الجمهور.
  
لكن في عصر تعددية المصادر وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، بدأ هذا الاحتكار يتعرض لتحديات جديدة. لم يعد الإعلام التقليدي وحده مسؤولًا عن صناعة السردية، بل بات المواطن العادي، الذي يحمل هاتفًا ذكيًا، جزءًا من المشهد الإعلامي، حيث يشارك في توثيق الأحداث ونشرها دون المرور عبر الفلترة الرسمية التي تفرضها الرقابة العسكرية. هذا التحول لم يكسر فقط هيمنة الإعلام الرسمي، بل أعاد تشكيل مفهوم الحقيقة في زمن الحروب.
  
هنا، نجد أن ما طرحه جان بودريار في كتابه "حرب الخليج لم تحصل" يصبح أكثر أهمية، إذ يناقش كيف يمكن للإعلام أن يخلق واقعًا افتراضيًا للحروب، حيث لا يتم نقل الأحداث كما هي، بل يتم تقديم نسخة مُصاغة تخدم أجندات سياسية وعسكرية محددة. هذه الفكرة ليست مجرد نظرية فلسفية، بل تنطبق على العديد من الحروب الحديثة، حيث يتحول دور الإعلام من التوثيق والمحاسبة إلى صناعة السردية التي يُراد لها أن تسود.
  
تمامًا، بهذا الكتاب، لم يكن الإعلام يعكس الحرب كما وقعت، بل كان يبتكر نسخة بديلة أمام الجمهور، تغيب التجربة الفعلية عن المشاهدين، وتوظف الأحداث وفق السياقات المطلوبة. هذا الواقع لا يختلف كثيرًا عن الحروب الحديثة، حيث يتم التحكم في الرواية الإعلامية، في جزء منها، عبر التضليل أو التوجيه، مما يجعل بعض عناصر الحرب تبدو وكأنها مُفتعلة أو يتم تقديمها بطريقة تتناسب مع الأهداف العسكرية والسياسية.
  
في هذا السياق، يصبح الإعلام الرقمي تحديًا حقيقيًا لهذا الاحتكار. فرغم أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تخلو من التضليل والمغالطات، فإنها فرضت نوعًا جديدًا من الرقابة على الإعلام التقليدي، حيث أصبح الصحفيون والمؤسسات الإعلامية مضطرين لمواكبة تعددية المصادر، ومجبرين على التفاعل مع الحقيقة التي يفرضها التوثيق الميداني الفوري. كل مواطن يحمل هاتفًا بات بمثابة قناة إعلامية، مما غير قواعد اللعبة، وخفف من قدرة القوى المسيطرة على التحكم المطلق بالسرديات الإعلامية.

يمثل التضليل الإعلامي، سواء كان منهجياً (disinformation) أو غير مقصود (misinformation)، أحد الأدوات الفعالة في الحرب النفسية. ففي ظل النزاعات العسكرية والسياسية، لا يقتصر الأمر على التحكم في تدفق المعلومات عبر الرقابة العسكرية، بل يمتد ليشمل استراتيجيات أكثر تعقيدًا تقوم على نشر معلومات مغلوطة أو إعادة صياغة الواقع بطريقة تخدم أهدافاً معينة. هذا التضليل يصبح أكثر تأثيراً عندما يتم دمجه بأسلوب ممنهج، حيث تتلاقى عناصر مختلفة—من مؤسسات إعلامية، وحسابات مؤثرة، ومواقع إلكترونية ذات أجندات محددة—لتشكيل مشهد إعلامي مضلل يدفع الجمهور إلى 
التفاعل بطرق معينة

التضليل كامتداد للرقابة العسكرية
كما ناقشنا سابقًا، تلعب الرقابة العسكرية في الكيان الإسرائيلي دورًا رئيسيًا في تشكيل السرديات الرسمية للحروب، إذ تتحكم بالمعلومات التي تصل إلى الجمهور، وتفرض قيوداً صارمة على نشر الأخبار التي قد تؤثر في الروح المعنوية أو تكشف عن إخفاقات عسكرية. لكن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت الحاجة إلى تكتيكات جديدة تتجاوز الرقابة التقليدية، حيث يتم اللجوء إلى التضليل الممنهج كأداة إضافية لصناعة الإدراك الجماهيري. هنا يظهر الفرق بين disinformation (التضليل المتعمد) وmisinformation (التضليل غير المقصود). فالأول يُدار بشكل استراتيجي بهدف التأثير في الرأي العام، سواء من خلال الأخبار المفبركة أو استخدام المواقع الإخبارية التي تحاكي المصداقية لتصدير معلومات مضللة، بينما الثاني ينتج عن تداول أخبار غير دقيقة دون قصد. كلا النوعين 
يساهمان في تشكيل الإدراك الجماهيري للحروب، حيث يصبح الجمهور مستهدفًا إما عبر غياب الحقائق أو عبر إعادة توجيهها ضمن سياق يخدم مصالح معينة.

استغلال الغضب كمحرّك للتفاعل
تستفيد المنصات الرقمية من العواطف القوية، وعلى رأسها الغضب، لتحقيق انتشار أوسع للمحتوى. فالمحتوى الجدلي والمثير للانقسام يحقق نسبة تفاعل أعلى مقارنة بالمعلومات العلمية أو الموضوعية، مما يدفع الجهات الفاعلة في التضليل إلى استغلال هذه الديناميكية لتعزيز انتشار روايات معينة. هذا التكتيك يبرز بشكل واضح خلال الحروب، حيث يتم توجيه الأخبار بطريقة تُحفّز المشاعر السلبية وتدفع الجمهور نحو ردود فعل عاطفية بدلًا من التفكير النقدي

الفقاعات الإعلامية وتعزيز الاستقطاب
من خلال خوارزميات ترشيح المحتوى، يصبح المستخدم أسيرًا لـ فقاعات المعلومات (filter bubbles)، حيث يتلقى الأخبار التي تتوافق مع آرائه ومواقفه فقط، مما يعزز تحيزه ويضعف قدرته على استيعاب وجهات نظر أخرى. هذه الظاهرة تؤدي إلى استقطاب شديد، حيث ينغلق كل طرف ضمن روايته الخاصة، مما يعزز حالة الانقسام، ويجعل الحوار العقلاني أكثر صعوبة. في سياق النزاعات العسكرية، يصبح لهذا الاستقطاب تأثير مباشر في كيفية إدراك الجماهير للأحداث، إذ يتم توجيه المعلومات بطريقة تخلق واقعًا متباينًا بين الأطراف المختلفة

الخلاصة: من الرقابة إلى التضليل الممنهج 
إذا كانت الرقابة العسكرية تهدف إلى التحكم في تدفق المعلومات عبر القيود القانونية، فإن التضليل الإعلامي يأخذ خطوة أبعد، حيث يتم تصميم المحتوى بطريقة تضمن تحقيق أهداف سياسية وعسكرية عبر التلاعب بالإدراك الجماهيري. ومع تزايد دور الإعلام الرقمي، أصبح هذا النوع من التضليل أكثر تعقيدًا، حيث يتم توظيف العواطف والتفاعل الإلكتروني لتعزيز الروايات الرسمية وإضعاف الروايات البديلة. في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا: كيف يمكن للجمهور تجاوز هذه الاستراتيجيات وفهم الأحداث بعيدًا عن التحيز الإعلامي والتضليل الرقمي؟ إذا كنت مهتمًا بتوسيع البحث في هذه النقطة، يمكنني مساعدتك في تطوير جوانب إضافية للنقاش.

في عصر التفاعل الرقمي، لا يمكن فصل تأثير الـ Engagement عن انتشار الأخبار المضللة والزائفة، حيث تؤدي Polarization (الاستقطاب الحاد) وFilter Bubbles (فقاعات التصفية) إلى جعل المستخدمين أكثر عرضة للمعلومات التي تتناسب مع معتقداتهم المسبقة، بغض النظر عن دقتها أو صحتها. عندما يُحاط الفرد بمحتوى يعكس وجهات نظره ويؤكد توقعاته، يصبح تقبّله للأخبار غير الدقيقة، بل وحتى التضليل المتعمد، أمراً أكثر سهولة، ما يخلق بيئة خصبة لتأجيج النقاشات العاطفية وتعزيز المحتوى الجدلي

التفاعل في ظل الاستقطاب: كيف يُصنع التضليل؟
بسبب ديناميكيات Engagement، يصبح المحتوى الأكثر استفزازاً والأكثر إثارةً للمشاعر هو الأكثر تداولاً وانتشاراً، حيث تُفضّل المنصات الرقمية العناوين الصادمة والأخبار المثيرة للجدل على المعلومات الدقيقة والمراجَعة. هذا الواقع يعزز انتشار التضليل، سواء كان ممنهجاً (Disinformation) أو غير مقصود (Misinformation). فعندما يتلقى المستخدم أخباراً تتماشى مع نظرته للعالم، يكون أقل عرضة للمساءلة وأكثر ميلاً للتبني دون تحقق، وهو ما يؤدي إلى نشر محتوى زائف بسرعة قياسية.

الرقابة المجتمعية ومواجهة التضليل الرقمي
مع تصاعد تأثير الأخبار المضللة خلال الحروب والنزاعات، ظهرت مبادرات مثل Community Notes على تويتر (X)، وهي إحدى أدوات الرقابة المجتمعية التي تسمح للمستخدمين بتوضيح الأخبار الخاطئة وإرفاق المصادر الموثوقة بها. هذا النموذج يوضح أهمية الوعي الرقمي، حيث لا يكفي أن يكون المستخدم مستهلكاً للمحتوى، بل يجب أن يكون مشاركاً في تدقيقه وتوثيقه. مع ذلك، لا تزال هذه الحلول غير كافية وحدها، إذ يتطلب الأمر تحولاً أعمق في الخوارزميات التي تفرض الاستقطاب، بحيث يتم كسر الحواجز بين الفقاعات الفكرية وتوسيع نطاق الوصول إلى مصادر متعددة وموثوقة.

منصات التواصل بين الحرية والتوظيف الدعائي
لا شك أن منصات التواصل الاجتماعي، رغم قدرتها على توفير تعددية المصادر، أصبحت أيضاً ساحةً لمعارك التضليل، حيث يتم توظيفها بشكل استراتيجي لنشر سرديات معينة تخدم أهدافاً سياسية أو عسكرية. كلما زادت قدرة المستخدمين على فهم خوارزميات المنصات، كان بإمكانهم تقليل تعرضهم للفقاعات المعلوماتية، وبالتالي تحسين قدرتهم على التمييز بين المحتوى الحقيقي والمغلوط.

كيف يؤثر جمع البيانات في صياغة الوعي الجماهيري؟
المنصات الرقمية لا تقدم خدماتها مجاناً، بل تعتمد بشكل رئيسي على جمع البيانات، حيث يتم بناء بروفايلات رقمية لكل مستخدم، تُستخدم لفهم سلوكياته، اهتماماته، وحتى نقاط ضعفه. هذه البيانات لا تُستخدم فقط لأغراض تسويقية، بل أيضاً في التلاعب بالرأي العام وتوجيه النقاشات الرقمية، حيث يمكن تحديد الأشخاص الأكثر تأثيراً، أولئك الذين يضحدون الأكاذيب، وأولئك الذين ينشرون موجات التضليل. بدلاً من الحملات الإعلامية التقليدية التي تستهدف شرائح واسعة، يمكن لبعض الحسابات على المنصات تحقيق التأثير المطلوب خلال ساعات قليلة، مما يجعل التضليل أكثر سرعة وانتشاراً.

التوعية كمواجهة استراتيجية
في ظل هذا الواقع، لم يعد بإمكان المؤسسات التعليمية تجاهل أهمية التوعية الرقمية، حيث ينبغي أن تكون معرفة آليات التضليل جزءاً من المناهج التعليمية، بدءًا من المراحل المدرسية وصولاً إلى الجامعات. مع تسارع تطورات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الضروري إدراج مفاهيم التحقق من المعلومات، فهم ديناميكيات التضليل الرقمي، ومراجعة دور المنصات في تشكيل الرأي العام ضمن التعليم الأساسي


في المواجهة الأخلاقية.. هل يجب اعتماد نفس التكتيكات؟

بينما تتوسع المواجهة الرقمية، تبقى هناك أسئلة أخلاقية جوهرية حول كيفية التعامل مع هذه الأدوات. في حين أن بعض الجهات تلجأ إلى التضليل والاستغلال الإعلامي، فإن المقاومة تعتمد على توثيق السردية الصحيحة ودحض الأكاذيب. هذا التميّز في النهج يجعل المواجهة الإعلامية ليست مجرد معركة في فضاء المعلومات، بل امتداداً لمبدأ أخلاقي أعمق، حيث لا يتم التضليل مقابل التضليل، بل يتم التصدي له عبر التوثيق والمصداقية. في النهاية، تظل الحرب الإعلامية عاملاً حاسماً في أي نزاع، حيث لا يُقاس النجاح فقط بالتفوق العسكري، بل أيضاً بالقدرة على صناعة السردية التي ستُحفظ عبر الزمن. ومع تطور الذكاء الاصطناعي ووسائل الإعلام الرقمية، يبدو أن هذه المواجهة ستأخذ مستويات جديدة، حيث سيكون الإدراك الجماهيري نفسه ساحة للصراع، وليس مجرد انعكاس له.